تفسير أُسُس وصايا الريكي
بقلم: اميل سمعان
في المقال السابق وتحت عنوان الريكي/الهيلينغ كنت قد ذكرت بأن للريكي هناك خمسة أسس أو وصايا لنمط الحياة. وهذه الوصايا لم تذكر صدفةً, بل لها مغازي ومعاني كثيرة. وإذا تمعنّا بها وفهمنا فحواها, معانيها وقييمها نفهم معنى الحياة وننعم بحياة راغدة هنيئة ومستقرة. وللتذكير فهذه الوصايا وهي:
* فقط اليوم لا تغضب.
* فقط اليوم لا تقلق.
* كل خبزك بعرق جبينك.
* إحترم والديك, معارفك الأصغر والأكبر منك سناً.
* كونوا شاكرين لكل الأحياء.
في هذه المقالة سوف أشرح معنى كل "وصية" على حدة لكي نستطيع فهم جوهرها وتطبيقها في حياتنا اليومية, وعندما نتمكن من تطبيق هذه الوصايا ستشعرون في تغيير بحياتكم نحو الأفضل ونظرتكم للحياة ستتغير نحو الإيجابية:
1 - فقط اليوم لا تغضب: الغضب في جميع أشكاله إذا كان على أنفسنا أو على الآخرين أو على العالم بأسره يخلق عند الإنسان حواجز صعبة في قنوات الطاقة لدى الشخص نفسه . لذا يرى المطلعين بالموضوع وحتى علماء النفس بأن الغضب هو من المسببات الرئيسية لأمراض نفسية وجسدية عديدة. والغضب ليس بشيء مرحلي وعابر بل يصبح جزءاً لا يتجزأ من شخصية الإنسان وبالتالي يؤثر تأثيراً مباشراً على حياتنا وحياة القريبين منا. وينتقل الغضب من التفكير الحالي والآني للشخص إلى غضب مستمر وثابت في حياتنا, وتبدأ حياتنا في جمع ترسبات الغضب هذه حتى تؤدي إلى ترسبات في قنوات الطاقة الشخصية والتي تؤثر على عمل التشاكرات أو القنوات وبالتالي تؤثر على الجسد العضوي للإنسان (راجع مقالة الأمراض الجسدية النفسية).
لذا فإن علاج الريكي يساعد جسم الإنسان في التخلص من الغضب ومن الحواجز المتراكمة في جسم الإنسان الفيزيولوجي والأثيري, ونساعد الشخص على عدم الغضب والنظر إلى الحياة بإبتسامة ومحبة الجميع, وحتى إذا غضب الشخص كيف يمكن أن يتصرف لكي يجدد الطاقة الداخلية والشخصية الذاتية بإيجابية وبدون غضب.
2 - فقط اليوم لا تقلق: ربما يقول البعض: من منا لا يقلق؟ هذا صحيح ولكن هناك فرق بين القلق الإيجابي والقلق السلبي. فالقلق الإيجابي هو عندما أقلق بشأن إبني أو إبنتي بإجتياز إمتحان التخصص أو إجتيازهم الشارع عند ذهابهم للمدرسة. ولكن القلق السلبي هو عندما أفكر وأستبق الأحداث قبل وقوعها أو وجودها. مثالاً ماذا سيحصل لي إذا مرضتُ أو مرض أحداً من أفراد عائلتي؟ أو ماذا سأفعل إذا فصلوني يوماً من الأيام من العمل وكيف سأجد عملاً بديلاً؟ أو ماذا سيحصل إذا ذابت ثلوج القطب الشمالي وماذا سيحصل للبحار واليابسة؟ وغيرها من أنواع القلق التي لا تفسير لها قبل حدوثها.
فكل هذه الأنواع من القلق تؤدي إلى سد وحجب الطاقة في جسم الإنسان وممكن أن تؤدي إلى شل حركة عضو معين في جسم الإنسان التي تؤثر على حياتنا عامةً.
أنا أؤكد بأنه صعب على الإنسان وبالذات صاحب المشاعر بأن لا يغضب أو لا يقلق ولكن هناك فرق شاسع بأن أبني حياتي لمعاناة من الغضب أو القلق أو أن أتفهم القلق والغضب وأحولهما إلى تجربة يمكن الإستفادة منها والنظر قُدُماً.
3 - كل خبزك بعرق جبينك: هذا الأساس هو أساس بسيط جداً, ويعني أن أحيا بإحترام لنفسي وللآخرين وألا أسرق أو أعتدي على ممتلكات الغير لكي أحيا وأعيش. أن أحترم مهنتي ومهن الآخرين والتعاون فيما بيننا.
4 - إحترم والديك, معارفك, الأصغر والأكبر منك سناً: هذا المبدأ معروف عند كل الديانات والأمم وهو من الوصايا العشر, ويخلق جو من الألفة والمحبة بين جميع الناس. الإحترام معناه تهذيب النفس والروح وإذا تعاملت بإحترام مع الآخرين فإنك تفرض إحترامهم عليك أيضاً.
5 - كونوا شاكرين لكل الأحياء: هذا المبدأ أيضاً بسيط جداً ولكن فاعليته كبيرة جداً. فهو يرتكز على مبدأ المسامحة, الكلمة الطيبة, الإعتراف بالجميل, الإبتسامة, أن نتعلم قول كلمة شكراً وأن نعتذر من الكبير والصغير إذا إرتكبنا خطأً ما.
يجب التذكير بأن هذا المبدأ هو ليس مبدأ ظاهري ولكن هو مبدأ مبني على التغيير الداخلي للإنسان. وتنفيذه يتطلب تغيير جوهري عند الشخص نفسه, ونحن كأساتذة للريكي ننصح الأشخاص بأن يبتسموا كل يوم وكل اليوم. وفي اليوم الواحد نبتسم على الأقل ثلاثة مرات لثلاثة أشخاص مختلفين, فإذا فعلنا هذا نكون قد نفذنا هذا المبدأ أو هذه الوصية.
للوهلة الأولى ربما يقول البعض: من منا لا يفعل كل هذه الأمور أو لا ينفذ كل هذه الوصايا. وأنا أقول, تريث قليلاً عزيزي القاريء وعزيزتي القارئة, تفحصوا جيداً وبتمعن في معاني هذه الوصايا وبعدها أجيبوا لأنفسكم إذا كنتم فعلاً تنفذون هذه الوصايا أو ربما جزءاً منها.
أعزائي, الحياة مثل "حبة البوظة " (المثلجات) إذا لم تأكلها وتستمتع بها في الوقت المناسب,
ستذوب وبعدها لن ينفع الندم !!!!!
لذا إستمتعوا بهذا اليوم وبكل يوم , لأنه أبداً لن يعود....
الماضي ولىّ , المستقبل قريب
واليوم هو هدية الحاضر
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة... ومع كل فائدة متعة.....
بإحترام ومحبة الأخصائي إميل سمعان
زورونا في المركز وستشعرون في التغيير