بدايةً, دعوني أعزائي القراء أشدد وأؤكد, بأنني لست أخصائي بعلم الفلك ولكن لدي معرفة قليلة بالموضوع. وقراري كتابة المقالة هي لمعرفتي بتأثير الكواكب على حياتنا وأيضاً على التشاكرات/مراكز الطاقة الجسدية. إذ هناك إرتباط مباشر بين كل تشاكرا مع كوكب معيّن. وهذا يدل على مدي تأثير الكواكب على حياتنا.
قال أبقراط (ويسمى بأبي الأطباء): "من يبغي المعرفة الكاملة والحقيقة لفنون التداوي يجب عليه في البداية معرفة خصوصيات الفصول السنوية, ليس فقط لأنها تختلف عن بعضها البعض وإنما لان كل فصل يستدعي ملحقات خاصة به تتعلق بشكل كبير بالظواهر الكونية... لذا فإن الحالة العضوية للجسم تتغير بما يتوافق مع الترتيب الدوري لفصول السنة".
لا شك بأن للكواكب تأثير كبير على حياتنا الشخصية. وعلم الفلك والأبراج يعتمد إعتماداً كلياً على الكواكب وموقعها ودخولها أو خروجها من منازلها بالإضافة إلى ملتقى أو تقاطع وتقارب هذه الكواكب مع بعضها.
ولكنني اخترت الكتابة عن القمر لمميزاته وتأثيراته على الكرة الأرضية وعلى تصرفات الأشخاص والتي سأكتب عنها لاحقاً....
للمعلومات فإن القمر هو كوكب تابع للأرض (خامس أكبر قمر بالدائرة الشمسية) وهو ليس من كواكب السيارة. إنما هو تابع للأرض وينجز القمر دورة كاملة حول الأرض في غضون 24 ساعة و- 50 دقيقة. وينجز القمر دورة كاملة حول مركز ثقل ثنائية القمر والأرض كل 29.5 يوماً.
هناك حقيقة علمية تُؤكد أن للقمر تأثيرات على ظاهرتي المد والجزر التي تعتري بحار كوكب الأرض. هذا التأثير للقمر هو أحد العوامل التي تُصنف علمياً ضمن ما يُعرف بتأثيرات "الدورات الطبيعية الخارجية" وذلك في مختلف مراحل دورة القمر الشهرية. وهي مجموعة من العوامل التي مصدرها ومنشأها يأتي من خارج كوكب الأرض. تشمل التغيرات التي تطال المناخ والبيئة الأرضية بفعل تأثيرات موجات الإشعاعات الكونية ودورات القمر والشمس وغيرها من الكواكب في الفضاء الخارجي.
لذا يبقى السؤال, إذا كان للقمر تأثير على الطبيعة فهل له تأثير على حياة الإنسان وصحتهم وأمراضهم وسلوكياتهم النفسية؟
اكتشف الأطباء خلال أبحاثهم العديدة وفي دول مختلفة بالعالم, بارتفاع الإصابات بنوبة الجلطة القلبية في ساعات الصباح مقارنة ببقية أوقات اليوم, وارتفاع الإصابات بنوبات الربو في الساعات المبكرة جداً من النهار. اختلال وتيرة النوم بفعل اختلاف ضوء الشمس, والتغيرات النفسية التي تحصل مع اختلاف فصول السنة. ومن ملاحظاتهم اختلاف الكثير من أنظمة العمليات الكيميائية الحيوية التي تعتري الكولسترول وهرمون النمو وحرارة الجسم وعمل مناطق شتى من الدماغ وضغط الدم ونبض القلب وغيرها في أوقات معينة من نهار أو ليل اليوم دون بقية ساعاته.
في سبعينيات القرن الماضي نشرت مجلة علم الطب النفسي الإكلينيكي, جورنال أوف كلينيكل سايكاتري, دراسة لا تزال مثيرة للجدل حتى يومنا هذا, لفريق من باحثي جامعة ميامي, بقيادة الدكتور أرنولد لايبير. كانت الدراسة حول علاقة القمر بجرائم القتل. وتابع الباحثون في الدراسة كل جرائم القتل التي وقعت خلال فترة خمسة عشر عاماً في مقاطعة ديد بولاية فلوريدا. ومن مراجعة كامل التفاصيل والمعلومات المتعلقة بجرائم القتل, تبين أن هناك حوالي 2000 جريمة من نوع القتل العمد التي ارتكبت في تلك المقاطعة. ومن نتائج تحليل المعلومات عن تلك الجرائم, وجد الباحثون أن معدل حصول جرائم القتل ينخفض ويزيد بحسب تطور مراحل ظهور القمر. وتحديداً وجد الباحثون أن جرائم القتل ترتفع بشكل أكبر خلال مرحلة "البدر", أي اكتمال ظهور القمر, وكذلك في المرحلة التي تلي اختفاء القمر من السماء, أي بدء إعادة ظهور الهلال. كما تنخفض معدلات وقوع جرائم القتل العمد خلال المراحل الأخرى من دورة القمر الشهرية.
من أجل التأكد من أن النتائج مطابقة أجرى الباحثون نفس البحث في مقاطعة كايهوغا في أوهايو بكليفلاند, وتوصلوا لنفس النتائج التي أكدت ملاحظة ارتفاع جرائم القتل في أوقات مرحلة البدر للقمر.
شرطة فيلادلفيا أجرت بحثاً حول تأثير القمر والجرائم ويفيد التقرير بأن الناس يغدون أكثر جنوناً خلال تلك الفترة من الزمن. وتحديداً لاحظ التقرير أن في تلك الفترة من دورة القمر الشهرية ترتفع جرائم كل من: القتل العمد, وتعمد إحراق المباني والمنشئات, والسرعة الخطرة في قيادة المركبات, وحالات الهوس القهري بالسرقة.
وكانت دراسة للباحثين من الولايات المتحدة تم نشرها في عام 1987 بمجلة طب الطوارئ, جورنال أوف إميرجنسي ميديسين, قد ذكرت أن 80% من أفراد طاقم التمريض بأقسام الإسعاف, و 64% من الأطباء فيها, يعتقدون بأن للقمر تأثيرات على سلوكيات الناس. وذلك لدرجة أن كثيراً من الممرضين والممرضات يشكون من ارتفاع أعداد الحوادث في تلك الفترة.
دراسة حديثة أخرى من جامعة ليدز البريطانية تفيد بأن مراجعي العيادات الخارجية يزيدون بنسبة 3.6% في الليلة التي يكتمل بها البدر. في حين يتعامل الجراحون مع ثلاثة مرضى إضافيين في المتوسط بإكتمال البدر. أما معهد أمراض المناعة في براتسلافا في سلوفاكيا فاكتشف أن حالات الربو الحادة خلال ال- 22 عاماً الأخير ترتفع إلى قمتها في منتصف الشهر ثم تنخفض بالتدريج حتى نهايته.
وحسب الدراسة التي نشرتها مؤخراً صحيفة الاندبندنت البريطانية اتضح من خلال تواريخ ولادة 14000طفل, أن حالات الحمل تزيد في الأسبوع الثالث التالي لاكتمال القمر. وهذه الحقيقة لا تعدّ غريبة متى ما علمنا أن نفس الظاهرة يمكن ملاحظتها لدى حيوانات ومخلوقات كثيرة تعتمد على القمر في دورتها البيولوجية, الأمر الذي دعا العلماء للافتراض بأن اكتمال البدر يحرض على إفراز المزيد من الهيرمونات المختلفة.
وفي دراسة أخرى أجراها الباحثون من جامعة نيو أورلينز في عام 1995, أشار 43% من العاملين في تخصصات لها علاقة بسلوكيات الناس النفسية, إلى اعتقادهم بأن للقمر تأثيرات على سلوكيات الناس. وتحديداً المتخصصين في الطب النفسي والممرضات والأخصائيين الاجتماعيين.
هناك اعتقاد يقول بأنه بما أن للقمر تأثيرات على مياه البحار والمحيطات, وأن جسم الإنسان مكون من المياه بنسبة 80%, ما يجعل من الممكن اعتقاد أن للقمر تأثيرات على جسم الإنسان. هذا الرأي له طبعاً من المؤيدين والرافضين.
من هنا نستنتج بأن للقمر تأثير نفسي وإجتماعي وروحاني مباشر وغير مباشر على حياتنا. والأبحاث في هذا الموضوع ما زالت جارية في كل دول العالم للتأكد من صحة هذه المعلومات.
أما العرب مثلاً, فكانت تحذر من لدغة العقرب وعضات الذئاب في الليالي المقمرة لأنها تكون في قمة خبثها وهيجانها.
أما بخصوص جسم الإنسان ذاته فيقول إبن سينا في كتابه "القانون": يؤمر باستعمال الحجامة في وسط الشهر حين تكون الأخلاط هائجة وبالغة في تزايدها لتزايد النور في جرم القمر. ويقول ابن القيم الجوزية في كتابه "زاد المعاد": الحجامة في البلاد الحارة أكثر نفعاً وتستحب في وسط الشهر لأن الدم لم يكن في أوله قد هاج وفي آخره يكون قد هجد وسكن أما في وسطه فيكون في نهاية التزايد والهياج.
بالإضافة لكل ما ذكر سالفاً, لا ننسى بأن أكثر كوكب كتب عنه الشعراء والكتاب كان القمر وحسب رأيي المتواضع هذا ليس بالصدفة. فلولا تأثير القمر على حياتنا بالشكل المباشر وغير مباشر لما كتب عنه الكتاب وتغزل به الشعراء.
ملاحظة:كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة... ومع كل فائدة متعة.....
وفي النهاية أتمنى لكم ولجميع أفراد عائلاتكم الصحة والعافية.
مركز العلاج البديل هو الأول والوحيد في المجتمع العربي في البلاد...
نقدم من خلاله العلاج الفردي والجماعي.. ننظم دورات مهنية في الداخل وبدول عربية مختلفة...
لا تترددوا بالإتصال معنا على الهاتف
محلي: 0503133766 دولي: 00972503133766
أو على البريد الإلكتروني في أسفل الصفحة. بالنجاح للجميع...