تعتبر الرقية من أهم الممارسات الروحية التي تعود في أصولها ألى الحضارات القديمة وشملت علاج كثير من الحالات الجسدية والنفسية فكانت تمارس في المعابد البابلية والفرعونية وفي الديانات الأرواحية والعرفانية وعند الهرامسة وقبائل الهنود الحمر ضمن طقوس معينة وعلى يد شخص مختص له درجة روحية معينة أطلق عليه أنثربولوجياً الشامان (Shaman) وهو الطبيب والساحر. حيث أنها لم تكن منفصلة عن السحر في الديانات القديمة والوثنية فكان الشامان يقوم بدفع الشر (Apotropaism) من خلال قراءة التعاويذ والأدعية, وتعتبر الرقية الإسلامية أهم أشكال الرقى التي تجردت من الوثنية والطابع السحري والخوارقي الأرضي وفعل الإنسان المادي ومن الطوطمية, حيث أن التجرد من الآثار الوثنية, تشترك فيه الديانات السماوية اليهودية والمسيحية أيضاً. (ملاحظة الموقع في هذا السياق: حسب مراجع مختلفة كل ديانة تعتبر يأن رقيتها هي الأفضل وتأثيرها الأكثر نجاعة, وكلٌ حسب إيمانه)...
أما علماء الأنثربولوجيا فيعتبرون الرقى (spells) ضمن الممارسات السحرية فهي عند دوركهايم, فريز, مالينوفسكي, شتراوس... مجرد ضرب من ضروب السحر, لأنها في نظرهم "كلمات أو جمل أو أغانٍ يرددها أو يغنيها السحرة لتحقيق أغراض سحرية, وتستعمل في الرقية ألفاظ وتعابير قديمة كي تبدو غير مفهومة".
إذا حاولنا إستقراء هذه الظاهرة إنثربولوجياً أو سايكولوجياً نجد أنها نوع من التطهير الذي يشحن اللاوعي بطاقة تساعد على العلاج من خلال الكلمات والصوت والموسيقى والطقوس التحضيرية, الرقية تعيد العلاقة الصحيحة بين الجسد والروح أو النفس والعقل (التوازن) وهي محاولة للسيطرة على المرض أو إستئصاله بالكلام المقدس بحيث تصبح الرقية جراحة روحية (Psychic surgery) ليست كما هي في الفلبين, بل هي جراحة تستمد قوتها وأصولها من المقدس وليس من قدرة الممارس وبراعته. لذا في جراحة روحية متكاملة تبدأ من الخارج (الكلام المقروء) والداخل (الإيمان والإستعداد الروحي) فتكون فاعلية الرقية مرتكزة على قدرة المرقي وخبرته في إدارة الحالات الخاصة والمعقدة والأمراض المركبة أو أن يملك (رخصة) لعلاج بعض الأمراض, فالرخصة عبارة عن توكيل روحي يسلمه شخص لآخر لممارسة رقية معينة فيصبح نجاحها تجريبياً يعتمد على طرفين هما المرقي والمتلقي.
تهدف الرقوة إلى عودة العلاقة الطبيعية بين الجسد والنفس والروح لما طرأ من عوارض خارجية بواسطة قراءة أجزاء من النصوص المقدسة على مسامع المريض.
ومن حيث تحليلنا للرقية نجد أنها طاقة من حيث أنها تردد صوتي يؤثر على الشخص, حيث تلعب الترددات الصوتية في حالة الرقية (الجهرية) دوراً فاعلاً في التأثير على التشاكرات والمريديانات الطاقية في الجسم وعلى التوازن بين الإفراط والتفريط في عمل الجسم والغدد, ومعالجة ما يسمى (ثقوب الطاقة), وهي حالة من التصدرع الطاقي الذي تسببه الحالة المرضية أو العارض الروحي أو النفسي أو العلامات الجسمية والتي هي أحيانا تكون (نفس جسمية), وتأتي عملية حركات الأيدي ووضعها على المصاب بدور كبير في إرسال الطاقة من المعالج أو تفريغه من الشحنات السالبة الضارة.
أما من حيث تأثيرها, فهو أمر يحدث دوما في حالة العلاج بالرقية أو بغيرها من تقنيات الطاقة حيث تسحب الطاقة السلبية من المريض إلى داخل مجال طاقة المرقي بدل عملية تفريغها خارجاً, وهذا ما نجده أحياناً عند بعض المرقين (ثقل في أحد الأيدي أو ألم في الكتف أو تثاؤب أو عرج بسبب تشنج في الساق ...الخ). في مثل هذه الحالات على المرقي أن يضع يديه فوراً تحت تيار ماء أو أن يسبح بالماء والملح لو لزم الأمر, ويستخدم تقنيات طرد الطاقة السلبية من جسمه بالتنفس والتخيل وجذب التشي فوراً....
بقلم: شريف هزاع شريف
ماستر ريكي ياباني - أوسوي
العراق
ملاحظة:كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة.....
وفي النهاية أتمنى لكم ولجميع أفراد عائلاتكم الصحة والعافية.
مركز العلاج البديل هو الأول والوحيد في المجتمع العربي في البلاد...
نقدم من خلاله العلاج الفردي والجماعي.. ننظم دورات مهنية في الداخل وبدول عربية مختلفة...
لا تترددوا بالإتصال معنا على الهاتف
محلي: 0503133766 دولي: 00972503133766
أو على البريد الإلكتروني في أسفل الصفحة. بالنجاح للجميع...