تأثير الضغوطات النفسية على الإنسان إعداد: إميل سمعان
لا شك بأن الضغوطات النفسية بأنواعها المختلفة سواء كانت سياسية, اقتصادية, مهنية, دراسية, اجتماعية أو عائلية, لها تأثير على النفس البشرية بردود أفعال متنوعة وبدرجات متفاوتة. فحينما تتجاوز هذه الضغوطات طاقة الشخص, تعجز ولا تستطيع قدراته الذهنية والنفسية التكيف الإيجابي معها لمواكبة متطلبات حياته المستقبلية, فترتد آثار هذه الضغوطات عليه سلبياً.
تتمثل هذه الآثار الشعور بالإحباط النفسي والعجز والتذمر والعصبية وارتفاع مستوى القلق إلى أن يصل مرحلة مرضية. بعدها يدخل الإنسان في مرحلة الاكتئاب, حيث تتدنى الدافعية لمواكبة متطلبات الحياة الطبيعية والإنطواء على الذات, وقد تحدث إضطرابات سلوكية تأثر على الآخرين سواء كانوا زملاء في العمل أو الدراسة أو الأهل.
كل هذه الضغوطات تؤدي إلى إضطرابات في العلاقات الشخصية وإلى مزيد من القلق والتوتر والدخول في الحلقة المفرغة. من الناحية البيولوجية فهذا يؤثر على نواح جسدية كثيرة وبخاصة الجهاز الهضمي كإضطراب المعدة الوظيفي والقولون العصبي النفسي المتمثلين بنوبات الإسهال والإمساك, آلام وغازات وقد تحدث تقرحات في المعدة والقولون. إضافة إلى اضطرابات حركات القلب المتمثلة بالتسارع والشعور بالإختناق وارتفاع ضغط الدم. كذلك إرتفاع مستوى سكر الدم والكولسترول والدهنيات. أما بالنسبة للجهاز العصبي المركزي فأغلب الآثار تظهر بشكل صداع خاصة الصداع النصفي أو في الجزء الأمامي والخلفي من الرأس, الخدران في الأطراف, عدم الإتزان والدوخة. ومن الناحية الجنسية فأغلب الإصابات تتمثل بتدني الرغبة الجنسية والضعف الجنسي وسرعة القذف.
التوتر النفسي يؤدي إلى إنقباض العضلات في مختلف أعضاء الجسم, مما يؤدي إلى الآلام العصابية المتنوعة من المفاصل والظهر والرقبة والأطراف والصدر.
وقد أثبتت الدراسات العلمية أن المعاناة التي تنجم عن الضغوطات النفسية الكثيفة لها تأثير على ضعف المناعة وذلك من خلال تدني نسبة الخلايا الليمفاوية المسئولة عن المناعة ومنع حدوث الأورام والإصابة بالالتهابات الجرثومية, وقد أثبتت الدراسات أيضاً أن إحتمالية إصابة الرجال بسرطان البنكرياس هي ضعف النسبة للذين لا يعانون من التوتر. وأن نسبة الإصابة بأورام الثدي تبلغ ثلاثة أضعاف لدى النساء اللواتي يعانين من الضغوطات النفسية مقارنة باللواتي لا يعانين منها.
تتنوع المصادر التي تؤدي إلى الضغط النفسي, فهناك مصادر معروفة يمكن الإستدلال عليها بسهولة مثل وجود مشاكل عائلية والطلاق, مرض, حدوث وفاة, أزمة مالية, أمور تتعلق بالعمل, الفشل في تحقيق إنجاز ما وغيرها.
يحدث الضغط النفسي نتيجة التفاعل النفسي والفيزيولوجي للأحداث التي تسبب اضطراباً في توازن الشخص فتحدث تغيرات فيزيولوجية تبدأ بتحضير الجهاز اللمثاوي في الجسم وإفراز بعض الهرمونات في الدم كالأدرينالين والكورلستول وما يسبب أعراضاً جسمانية أولها إزدياد في عدد ضربات القلب وإزدياد التنفس وإزدياد في جريان الدم إلى العضلات وانقباض الأوعية الدموية في الجلد وتوسع البؤبؤين وازدياد في نسبة السكر بالدم واضطراب في مناعة الجسم وهبوط في الجهاز الهضمي والتناسلي وهناك ثلاثة أجهزة في الجسم تتفاعل مع الضغط النفسي هي: الجهاز العصبي التلقائي ونظام الغدد الصماء والنظام العصبي العضلي.
الأمر الطبيعي في هذه الحالة لشعورنا بالإحباط أو المرض التوجه للإستشارة الطبية وللعلاج التقليدي, وأخذ العقاقير الطبية المعتمدة على المواد الكيميائية .
ولكن هل فكّر أحدٌ ما بالتوجه لأخصائي بالعلاج البديل لعلاجه مساعدته بتخطي أزمته النفسية والإجتماعية؟؟ على الأغلب لا. وهذا السبب يكمن في قلّة الوعي ربما لأساليب العلاج البديل بالذات بأسلوب الريكي والهيلينغ الذي من خلاله يدمج المعالج عدّة أساليب علاجية لتخفيف المعاناة وتقليل الضغوطات النفسية عن الشخص المريض.
كنت قد ذكرت بالسابق وفي مقالات عدّة, بأن العلاج بأسلوب الريكي هو علاج محبة ودعم معنوي, ومن خلال العلاج نقوم بموازنة الجسم والتشاكرات وتركيز الألوان بالجسم, بالذات على صوت الموسيقى الهادئة. كل هذا يساعد بالتالي في تخفيض الضغوطات النفسية والتقليل من الإضرابات النفسية التي تساعد بالتالي على تخطي الأزمات والأمراض الجسدية.
ملاحظة:كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
مركز العلاج البديل هو الأول والوحيد في المجتمع العربي في البلاد...
نقدم من خلاله العلاج الفردي والجماعي.. ننظم دورات مهنية في الداخل وبدول عربية مختلفة...
لا تترددوا بالإتصال معنا على الهاتف
محلي: 0503133766 دولي: 00972503133766
أو على البريد الإلكتروني في أسفل الصفحة. بالنجاح للجميع...