علم قراءة خط اليد (الجريفولوجي)
بقلم: إميل سمعان
علم قراءة الخط أو ما يسمّى جريفولوجي "grahpology" علم يبحث في تحليل شخصية الإنسان من خلال كتابة الخط والعلامات الموجودة في وعلى الخطوط نفسها.
معروف بأن الخط أو الكتابة هي ناتجة عن أوامر ينتجها العقل أو الدماغ عن طريق الأعصاب إلى النظام الداخلي للإنسان ومن خلالها تتم عملية الكتابة . لهذا نلحظ في كثير من الأحيان بأن خط الشخص يتغير من حينٍ إلى آخر ويتغير الخط أيضاً حسب نفسية الشخص, فشكل الخط يختلف حين يكون الشخص مسروراً أو حزيناً, مرتاحاً أو مرهقاً. حتى وأنت في نفس الوضعية النفسية أو الجسدية يمكن للكتابة أن تتغير حسب النشاط الجسدي أو العاطفي أو النفسي.
لذا كان واضحاً للعلماء قديماً وحديثاً بأن الخط يعبرعن الناحية النفسية لكاتبه وأشار الى هذا أرسطو وتلاميذه في بداية الأمر ولكن لم ترصد يومها تحاليل للأحرف والنقاط التي على الأحرف. وهكذا إمتد الأمر حتى جاء الطبيب الإيطالي " كاميلو بالدو " سنة 1622 والذي كان أستاذاً في جامعة بولونيا ووضع الكتاب الأول حول تحليل الكتابة. وهكذا إستمرت المحاولات حتى جاء الراهب ميشون ووضع في سنة 1872 أول كتاب مهني حول علم قراءة الخط.
من خلال قراءة الخط يمكن تحليل الشخصية كاملةً, تصرفات الإنسان, أخلاقه, الوضع الاقتصادي, الوضع الإجتماعي, العلاقات الشخصية, العلاقات الزوجية والجنسية, ترقب المستقبل, الأمراض الحالية أو المستقبلية, الحوادث التي مر بها الشخص والتي يمكن أن يمر بها والكثير الكثير من الأمور التي لا يمكن تعدادها.
يجب الإشارة بأن علم الجرافولوجي منتشر جداً في الدول الأوروبية وأمريكا واليابان وحسب الإحصائيات الأخيرة فإن 80% من المؤسسات الحكومية والخاصة في هذه الدول تختار موظفيها حسب تحليل الكتابة أو الخط. لذا إذا توجهتم لأي مكان عمل ( على الأقل في الدول الغربية) وطلب منكم صاحب العمل أو مدير المؤسسة كتابة سيرة ذاتية بخط اليد فهذا دلالة على أن هذه المؤسسة تعتمد تحليل شخصيتكم ومؤهلاتكم وملائمتكم للوظيفة حسب كتابتكم.
وهنا يمكن أن يُطرح السؤال الجوهري وبحق : كيف يمكن أن تتم عملية التحليل من خلال الخط ؟؟؟
في المرحلة الأولى نطلب من الشخص المعني في تحليل شخصيته وقراءة مستقبله بأن يأخذ ورقة عادية بيضاء, وأن يكتب عليها كل ما يجول في خاطره على كل الصفحة وكأنه يكتب رسالة لشخص ما أو يكتب موضوع إنشاء وفي النهاية أن يضع توقيعه عليها.
هناك بعض الملاحظات التي يجب المحافظة عليها وقت الكتابة : الأولى أن تكون الورقة بيضاء وبدون أسطر, الثانية بأن يكون القلم عادي وليس قلم مائي أو قلم رصاص , الثالثة يمنع الإملاء على الكاتب فحوى الكتابة وأن يكون الكاتب في وضعية جلوس مريحة.
في بداية التشخيص ننظر إلى كبر الخط, عرضه, طوله, إنحناء الخط, الضغط, الترتيب, الإعوجاج, إنتهاء الخط, إنتهاء الجملة, بُعد الأسطر عن بعضها, بُعد الكلمة عن حافة الصفحة, بداية الجملة الجديدة, النقاط والفواصل, تشكيل الأحرف والكلمات, تباعد الأحرف أو تلاصقها, تباعد الكلمات أو تلاصقها, إنحراف الجُمل إلى أسفل أو إلى أعلى, المحافظة على مستوى السطر وأمور أخرى كثيرة أيضاً.
كل هذه الأمور والملاحظات مهمة جداً لأنها تعطينا الإنطباع الأولي عن صاحب الشخصية ومميزاتها الأولية.
بعد هذا التحليل الأولي نبدأ بتحليل الأحرف من خلال زوايا الأحرف, كُبر الحرف أو صُغره في الكلمة نفسها, تغيير كُبر الأحرف في نفس الكلمة, الخروج عن قاعدة كتابة الحرف. يجب الإشارة بأن هناك أحرف تدل بشكل مباشر للعلاقة مع الآخرين مثال علاقتنا مع الوالدين أو الأصدقاء وأحرف ترمز للوضع الجسدي والأمراض فطريقة كتابتها مهمة جداً لتحليلها. نتفحص إذا الشخص تناسى أو نسي كتابة أحرف معينة في الكلمة وأيضاً طريقة شطب حرف معين من الكلمة أو طريقة شطب الكلمة كلها. راجع/ي مقالة " تحليل الخط العربي وتفسيره " .
المرحلة التالية هي النظر في مكبّر خاص لرؤية النقاط والتقاطعات التي تنتج على الحرف نفسه لأنه يصعب رؤيتها في العين المجردة. وهذه النقاط مهمة جداً ولها دورها الهام في تحليل الشخصية وبالذات تشخيص الأمراض.
يجب الإشارة بأننا عند تحليل الخط نطلب من الشخص الكتابة في لغة الأم أو اللغة التي يكتب بها بشكل عام. نحن نعرف بأن لغتنا الأم هي العربية ولكن في بعض البلدان طغت الكتابات الاجنبية على ثقافتنا فنجد في بلادنا البعض يكتب بالعبرية وفي الجزائر وتونس ولبنان فالكتابة بالفرنسية لذا لا نحدد للكاتب بأي لغة يكتبها ما دام يعتبر هذه اللغة الثانية هي لغته الأم. طبعاً نأخذ هذا الموضوع في عين الإعتبار وقت التحليل.
بالنسبة للتوقيع فله أهميته أيضاً, فطريقة التوقيع مهمة جداً فإذا وقّع الشخص إسمه كاملاً فهذا يعني شيئاً وإذا وقعه في رموز فهذا يعني شيئاً آخر. وإذا وقع في لغة أخرى من لغة الكتابة فهذا يعطينا تفسيراً آخراً. لن أغوص هنا في تحليل طُرق التوقيع لوجود مقالة خاصة بهذا الموضوع. ( راجع/ي مقالة بعنوان "تحليل التوقيع والإمضاء" ).
إضافةً أود أن أشرح للقراء الأعزاء بأنه عند تحليل الخط لا ننظر إلى فحوى الكلمات المكتوبة وإنما فقط إلى نمط الكتابة. وقد صدف في كثير من الأحيان بأن نكمل التحليل بدون الدخول إلى مضمون الكتابة.
الأخصائي والمتمرس من مهنة تحليل الخطوط يمكنه تحليل كل خط وحتى إذا كتب في لغات أجنبية أخرى بدون معرفة قرائتها وكتابتها لأننا نعتمد في هذا على القواعد الرئيسية للتحليل وعلى طبيعة الأحرف وجمالها وطريقة كتابتها كما شرحتها سابقاً. ولكن ملاحظة لا بد منها بأن أصعب اللغات تحليلها هي اللغة العربية لتعدد أنواع الخطوط.
من البديهي التنويه بأن هناك إختلاف كبير بين كتابة المرأة وكتابة الرجُل ونستطيع أن نميّزها في جميع الأحوال تقريباً. فنلحظ بأن كتابة المرأة على السطور كتابة ناعمة, لا يوجد ضغط على الورقة هناك إختلاف نوعي في كتابة الأحرف والجمل.
أود الاشارة بأن هذا الموضوع هو موضوع واسع المجال ولا يمكن شرحه في مقالة واحدة, وإنما الهدف هو إطلاعكم أعزائي القراء على موضوع لربما هو جديد لديكم أو أثار إنتباهكم ولم تجدوا له المراجع الكافية بالذات في اللغة العربية والتي نفتقر لمثل هذه الكتابات, وأيضاً لإطلاعكم على خدمات مركزنا وعلى مجالات أخرى والتي بالتأكيد سمعتم بها, لكي يستفيد العدد الأكبر منكم من الخدمات المقدمة في مركز العلاج البديل.
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة.....
وفي الختام أرجو الحياة السعيدة والصحى والعافية للجميع.
الأخصائي: إميل سمعان
زورونا في المركز وستشعرون في التغيير