"النيرفانا" هي كلمة هندية سنسكريتية معناها "النشوة" أو "الغبطة المستديمة" وهي التي يصبو إليها الإنسان في كل مراحل حياته منذ ولادته حتى مماته. هي شعور المحبة الدائم, النقاء, الصفو ورمز الكمال الأعلى والأمل بالوصول إلى الجنة والفردوس.
عند الشعور بالمحبة والتعامل مع الآخرين بنفس الشعور فإن الروح تصقل وتهذّب فتطِّهر وتنقي القلوب ويمنحها المزيد من البريق والصفاء والإنسجام والتسامح.
حسب البوذية وأنا أقول أيضاً حسب الديانات السماوية, فإن النيرفانا والمرور في المراحل الثمانية النبيلة الخاصة بها, والوصول إلى حالة اليقظة المستنيرة, فهذه معناها حالة الكمال الروحية ومن خلالها نصل إلى الحكمة الإلهية والتي بواسطتها نصل الجنة والأبدية والوصول إلى ملكوت الله والجلوس بجانب رب السموات والأرض.
للوصول إلى النيرفانا حسب البوذيّة, من المهم إتباع سلوكيات وأخلاقيات العزلة والانطواء الذاتي, وهذه السلوكيات تتطلب ممارسة أربع فضائل والتي تسمى"قصر البراهما"وهي:الإحسان, الإشفاق, التفكير الإيجابي والرزانة.هذه الفضائل تساعد على إنبعاث الحياة الأفضل.
بممارسة هذه الفضائل الأربعة وممارسة التعاليم الأخلاقيات الثمانية التي ذُكرت سالفاً يمكن عندها القضاء على الآلام الثلاثة الشريرة وهي :" الشهوة والحقد والجهل".
لذلك فإن لفظ "النيرفانا" يستعمل لوصف حالة التيقظ والتي تخمُد معها نيران العوامل التي تسبب الآلام مثل الشهوة والحقد والجهل. ويمكن وصف هذه الحالة بأنها بداية النهاية في طريق الخلاص. لذا فإن النيرفانا هي حالة الوعي والإدراك والتي لا يمكن تعريفها ولا فهمها المُطلق إلا بعد أن يصلها الإنسان.
لذا فإن حالة "النيرفانا" الكاملة التي يصل إليها الإنسان بعد فترة التأمل والتعمق, تعطي الشعور بعدم التأثر بالمؤثرات الخارجية خاصةً السلبية منها, وأن الإنفصال الذهني والجسدي الكلي عن العالم الخارجي ما هو إلا بهدف شحن الطاقات الروحية الإيجابية من أجل تحقيق النشوة والسعادة القصوى والغبطة المستديمة والتخلص من الشهوات وذلك من أجل الإبتعاد عن الشعور السلبي والحزن والقلق والترفع إلى الشعور الإيجابي والكمال والقيام بالأفعال الجليلة والصادقة.
الوصول إلى النيرفانا هي مرحلة صعبة المنال, ويصلها في الأغلب الرهبان والمتنسكين وبعد سنين طوال من إكتشاف الذات والذين يمرون في مراحل الإختبار الذاتي والشخصي والذين يستطيعون السيطرة على كل ما هو خارجي وداخلي من جسم الإنسان.
كما جاء في الكتاب المقدس من إنجيل متى البشير الإصحاح الخامس والآيات 43+44 عن لسان السيد المسيح له المجد: "سمعتم أنه قيل تحب قريبك وتبغض عدوك. وأما أنا فأقول لكم أحبوا أعداءكم وباركوا لاعنيكم. أحسنوا إلى مبغضيكم. وصلّوا لأجل الذين يسيئون إليكم ويطردونكم. لكي تكونوا أبناء أبيكم الذي في السموات". ومن يعمل حسب هذه التعاليم فلا بد له من الوصول إلى "النيرفانا".
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة... ومع كل فائدة متعة.....
وفي النهاية أتمنى الحياة الأفضل للجميع من أجل الوصول إلى كرسي العرش وكلٌ حسب إيمانه.
مركز العلاج البديل هو الأول والوحيد في المجتمع العربي في البلاد...
نقدم من خلاله العلاج الفردي والجماعي.. ننظم دورات مهنية في الداخل وبدول عربية مختلفة...
لا تترددوا بالإتصال معنا على الهاتف
محلي: 0503133766 دولي: 00972503133766
أو على البريد الإلكتروني في أسفل الصفحة. بالنجاح للجميع...
בטעינה...
