العلاج بالطاقة بين الدين والمهنية
بقلم: إميل سمعان
في مجتمع محافظ كالشعب العربي من المحيط إلى الخليج, يبقى دائماً السؤال, هل علوم الطاقة أو العلاج البديل بأسلوب الريكي على أنواعه مقبول في مجتمعنا؟؟؟ أم أنه منافي للتعاليم الدينية أو يتعارض مع الدين. وهل هذا العلاج دخيل على مجتمعنا؟؟؟
كان هذا السؤال موجوداً وما زال يشغل الكثيرين من الزملاء ومن المواطنين والمنتفعين أيضاً.
من المعروف بأن العلاج يتم بإستخدام رموز معينة تُرسم بالفكر أو بالإشارة ببداية ونهاية كل علاج وهذه الرموز هي لفتح وتنشيط العلاج على كافة أنواعه. يستعملها جميع معالجي الريكي في جميع دول العالم بدون إستثناء بدون فرق بالجنس أو بالدين أو القومية. أي أنها رموز عالمية والتي إستكشفها من جديد المعلم أوساوي.
بعض الدول العربية المتشددة تعتبر هذه الرموز رموز أجنبية, وبعضها يعتبرها دخيلة, والبعض يعتبرها ماسونية والبعض يقول بأنها رموز لعبادة الشيطان أو دخيلة من ديانات أخرى والهدف هو التبشير. حتى وصل الوضع إلى منع بعض الأخصائيين من مزاولة هذه المهنة في بعض الدول وعدم الإعتراف بها مهنياً والمخالف يُعاقب على هذا. (هذا ما أكده لي زملاء بالمهنة وطلبوا إستشارتي بالموضوع).
من المهم التأكيد بأن الريكي هو علاج عام ومعناه الطاقة العامة. نعم يتم إستخدام رموز معينة مهنية وهذه الرموز هي عالمية ويتم إستخدامها في كل دول العالم ولها نفس الإسم.
في بعض الدول بدأ التسويق الديني للريكي, فنجد في بعض الدول العربية يسوقون لريكي إسلامي, وعند اليهود أصبح هناك تسويق لما يسمى بريكي الكابالا. والحقيقة لم أجد بعد من يسوق لريكي مسيحي ولكن نعم أعترف بأن هناك بعض رجال الدين المسيحيين المتشددين كما في جميع الديانات يمنعون ممارسة الريكي والعلاج به وكأنه منافي للدين. وعند مناقشاتي لهم إتضح بأنهم لا يعرفون ما هو الريكي والعلاج به وهم يعارضوه من مبدأ ديني وأنه يجب الإعتماد على الدين فقط.
طبعاً النقاش هنا ليس ديني أو طائفي, ولكن النقاش هل المعارضة للعلاج بالريكي نابع عن فهم فحوى الريكي أم لمجرد المعارضة. أحد رجال الدين قال لي بأن المعارضة نابعة على أساس عدم التعلق بالريكي. فكان جوابي له وعندما يمرض أي شخص ويتوجه للطبيب فهل هذا مسموح أم لا, فأكد لي طبعاً مسموح. فكان سؤالي التالي وما الفرق بينهما. هذا معالج بالطريقة الطبية التقليدية وذاك معالج بأسلوب الريكي, والهدف النهائي مساعدة المريض على الشفاء فلم أتلقى الجواب الشافي.
بسبب الضغوطات الدينية في مجتمعنا أصبحنا نسوّق لريكي ديني وطائفي ونبتكر أساليب علاجية دينية لا تمس لا من قريب ولا من بعيد للريكي.
شخصياً ومهنياً أقول بأن هذا ليس بريكي. ومن أعطى الحق لهذا الشخص أو ذاك بأن يبتكر أسلوب علاج من خلاله يعطي شهادات مرشدين وماسترات لمجرد ذكر الله عز وجل عدّة مرات وبطريقة معينة. فهل هذا الشخص أصبح ماستر بالريكي.
أنا أقول وبكل تواضع كفانا إستخفاف بعقول المواطنين. ألا يكفينا تفرقة؟؟؟!!!....
من ناحية أخرى أنا لا أعارض العلاج بالكتب السماوية فكل شخص له الحق بأن يصلي وأن يستعمل آيات من كتبه الدينية في العلاج. ولكن دعونا نعطيها إسمها الديني كالعلاج بالإنجيل أوالعلاج بالقرآن أو العلاج بالكابالا... فهذا أفضل بكثير من إبتكار أساليب علاجية ليس لها أساس مهني. لأنه بإستعمال كلمة أو مصطلخ الريكي علينا إتباع طرق العلاج بالريكي لا غير...
حسب رأيي المتواضع, من يريد إتباع العلاج بأي أسلوب آخر فيعطي له إسم مختلف عن ريكي فليكن كذا أو ذاك, وليس ريكي مسيحي أو يهودي أو إسلامي...
وفي النهاية أود التأكيد بأن العلاج بالريكي ليس منافي للدين. بالعكس أعتقد بأن جميع من تعرفت عليهم من معالجي الريكي في البلاد والخارج أشخاص مؤمنين ويخافون الله وفي الكثير من المرات يعالجون بدون مقابل لوجه الله.
ملاحظة: كما ذكرت وأذكر دائماً, بأن هدفي من الموقع ومن الكتابة هي تزويدكم بالمعلومات, هناك من يوافق وهناك من يعارض على كتاباتي وهذا منطقي جداً. ومن منطلق حرية التعبير عن الرأي وإحترام الرأي الآخر أدعوكم للكتابة والنقاش البناء للمساهمة في بناء مجتمع مثقف وحضاري.
لكل موضوع فائدة..... ومع كل فائدة متعة.....
أتمنى الصحة والحياة الأفضل للجميع.
إعداد الأخصائي : إميل سمعان
زورونا في المركز وستشعرون في التغيير